الأحد، 29 مايو 2011

التكليف الرابع




التصوير الميكروفيلمي وتاريخ التفكير فيه :-
لتصوير الميكروفيلمي Microphotography يمكن أن يشار إليها بأنها احد تطبيقات العملية الفوتوغرافية التي يتم فيها تسجيل اللقطة عن طريق تأثير الطاقة الضوئية على مادة – أفلام خاصة – معالجة كيميائيا بحيث تستقبل الضوء ثم معالجة هذه المادة حني لا تختفي الصورة من عليها.
أما التسجيلات الميكروفيلمية فيقصد بها سلسة من الإنتاج الفوتوغرافي المسجلة بنسب تصغير خاصة وفقا لنظام أو منطق معين ولا يمكن رؤيتها بالعين المجردة ، ويمكن استخدامها في تجهيز نسخ إضافية ميكروفيلمية أو مكبرة وفقا للحاجة فضلا عن انه من الممكن عمل نسخ مطبوعة مكبرة منها بشكل واضح مرئي يمكن من قراءتها بالعين المجردة.
ولابد من التنويه هنا إلى إن التصوير المصغر لا يقتصر على استخدام المادة الفيلمية الشفافة والتي تعتمد في قراءتها على نفاذ الضوء، بل أن هناك تطبيق للعملية الفوتوغرافي على نوع من الورق سواء حساس أو عادي،والصورة المصغرة الناتجة تعتمد في قراءتها على انعكاس الضوء الساقط على الورق الذي صنعت منه الدعامة، ويطلق على النوع من المصغرات المعتمة Micro-peque إلى عدم شفافيتها وانعدام نفاذية الضوء من خلالها.
ومصطلح ميكروفيلم Micro film الذي يستخدم بصفة عامة في مقابل المصغرات الفيلمية، مصطلح شاع تداوله في الاستخدام منذ بداية العهد بالتصوير المصغر حيث كان الفيلم الملفوف هو الوسيط الوحيد في التصوير الفوتوغرافي وبالتالي فهو يعني الأفلام الملفوفة فقط roll film إما كل الأشكال الميكروفيلمية بشكل عام فيطلق عليها Micro form الذي يعني الشكل الذي توجد الشريحة الفيلمية.
هنا وقد بدأت الكتابات المتعددة على استخدام مصطلح مايكرو فيلم إلى جانب الاستخدام الشائع المذكور بأنه نظام وأسلوب إنتاج واستخدام المصغرات الفيلمية كما استخدام مصطلح تكنولوجيا التعليم الميكروفيلمية للدلالة على العملية التكنولوجيا لتصوير الوثائق لاسترجاعها.
وتقوم نظرية التصوير المصغر على نفس الأساس الذي تعتمد عليه نظرية التصوير الضوئي من حيث إمكانية تسجيل الوثائق بنفس شكلها الأصلي مع كافة تفاصيل الأصل المصور على مادة فيلمية شفافة مع تصويرها بنسب تحدد مسبقا بشكل يجعل من السهل الاستفادة من الكفاءة العالية من هذا الوسيط الفيلمي المصغر، مع إمكانية إعادة تكبير هذه الصور أو عمل نسخ منها مطبوعة بنسب التكبير المطلوبة وباستخدام أجهزة القراءة والطبع.
ويطلق على عملية النسخReprography إما نسبة التصغير فتعني النسبة بين خط الوثيقة الأصلية وبين حجم خط نفس الوثيقة المصغرة ويعبر عنها في الشكل المتعارف عليه.
تاريخ التصوير الميكروفيلمي :-
تاريخ التصوير الميكروفيلمي ليس بطويل نسبيا،ففي خلال النصف الثاني من القرن العشرين اعتمد تسجيل البيانات والمعلومات على الأوساط الثلاثة الآتية :
*الوسائط التقليدية "الورق"
*الوسائط الاليكترونية"حاسب الى وشرائط ممغنطة "
*المصغرات الفيلمية"أفلام ملفوفة ومسطحة "
ولقد أسهمت هذه الوسائط بالكثير في مجال حفظ وتداول المعلومات ، وبالرغم ون أن الحاسب الاليكتروني يعد من ابرز الأجهزة والمعدات في ننظم المعلومات الحديثة ،ألا انه مع كل إمكانياته لم يستطع إن ينافس تكنولوجيا الميكروفيلم ويحل محلها ذلك لان الأخيرة تتميز بأنها تضع أمام المستفيد صورة للوثائق مكتملة التفاصيل وبنفس الشكل الذي أنتجت به في الأصل وتتم قراءته عن طريق شاشات عرض تكبر من خلالها صورة الوثيقة المسجلة الى الحجم المطلوب ،كما يمكن أن تنتج في الحال وفي نفس وقت عرضها على الشاشة عن طريق أجهزة الطباعة الملحقة بأجهزة القراءة صور ورقية مكبرة مطبوعة إذا ما دعت الحاجة الى ذلك.
بدأ الإنسان بتوثيق وتسجيل أفكاره وتجاربه ومعارفه ومشاهداته منذ أكثر من خمسة آلاف سنة ينقشها على جدران الكهوف التي يسكنها، ثم استخدم المواد المتاحة التي عرفها فيما بعد مثل العظام وجلود الحيوانات والألواح الطينية وأوراق البردي، وفي عام 105 للميلاد ابتكر الصينيون صناعة الورق ثم انتقلت هذه الصناعة إلى بغداد عام 757 للميلاد أي بعد سبعة قرون من الزمن، وهكذا عن طريق العرب عبرت صناعة الورق إلى أوربا، وبالذات إلى إسبانيا في عام 1150 للميلاد• ومن هنا حل الورق محل جميع وسائل التسجيل الأخرى خاصة بعد ابتكار الطباعة، ومع عهد النهضة الجديدة في أوربا بدأت تزداد حركة النشر والتسجيل•
لقد أدت الحروب العالمية التي قامت في السابق إلى تلف كثير من الوثائق والكتب، وقد أجبر هذا المفكرين على حل مشكلاتهم الفنية بطرق جديدة أدت إلى التفكير في إيجاد وسائل للحفظ أكثر مرونة في التطور والاختراع، ومن هنا ظهرت المصغرات الفيلمية.
ولو حاولنا تتبع تاريخ الكتابة المصغرة في العالم فسوف نجد ستيفنز(STEVENS) يقول إن الفضل في معرفتها يعود إلى أن الحفريات في نينوى والتي قام بها لايارد والتي أدت إلى اكتشاف ألواح طينية عليها كتابات تحتاج إلى مجهر لقراءتها، وهناك وثائق تاريخية تثبت اقتراح استخدام النصوص المصغرة لأغراض دراسية، وذلك في المراسلات المتبادلة بين السير جون هيرشل وعديله جون ستيوارت عام 1853م.
أما التصوير المصغر المعروف حالياً فيرجع الفضل في تحقيقه إلى العالم الإنجليزي جون بنجامين دانسر(John Benjamin Dancer) الذي قام بتجارب عديدة قبيل منتصف القرن التاسع عشر، وبالتحديد عام 1829م إذ قام بتسجيل أول صورة مصغرة وذلك بنسبة 160:1.
وقام بعد ذلك العالم الفرنسي لويس دايجر(Daguerre) بتجارب عدة وجدت حماساً ودعماً إبان الحرب الفرنسية ـ الروسية وكان أول استخدام للميكروفيلم هو ما قام به العالم الفرنسي رنيه دارجون بتسجيل 3.5 مليون رسالة في الميكروفيلم في ثمانية أسابيع أثناء الحرب الفرنسية ـ الروسية (1870 ـ 1871)، وقد نقل هذه الرسائل بوساطة الحمام الزاجل لصعوبة الموضوع آنذاك.
بعد ذلك أدركت الجهات العديدة أهمية المصغرات الفيلمية كوسائل جديدة لخزن واسترجاع المعلومات، وخاصة في العشرينيات من هذا القرن عندما ظهرت آلات التصوير الدوارة والتي تعد من أبرز التطورات في مجال المصغرات الفيلمية. ومنذ عام 1887 وحتى العشرينيات من القرن العشرين لم يحدث أي تطورات ذات شأن يذكر في هذا المجال، ولكن بعد ذلك بدأت تظهر أهمية الميكروفيلم لكونه اختراعاً مطوراً، وأنتجت من أجله الكثير من التجهيزات.

ويعد ظهور كاميرات (Rotary) من أبرز العلامات على طريق الميكروفيلم ففي عام 1925سجل الأمريكي جورج ماكارثي (Gorge Macarthur) اختراعه لآلة تسجيل الحوالات المصرفية(الشيكات)، وقد ساعده في هذا بعض المهندسين، وقد صممت لتصوير الحوالات المصرفية(الشيكات) الملغاة منعاً للغش. وكان هذا الجهاز ضخماً وغير متقن بالإضافة إلى بعض العيوب الأخرى من بينها عدم وضوح صور الحوالات المصرفية الملونة والإمضاءات وخاصة اللون الأزرق، وقد أبدى بعض المسئولين في البنوك اهتماماً كبيراً بالجهاز الجديد، إلا أن عدداً ضئيلاً منهم هو الذي أقدم على شرائه،واستطاع جون مكارثي أن يقنع شركة أيتسمان كوداك بتسويق آلة تصوير الحوالات المصرفية، ولكن شركة كوداك أسست شركة جديدة خصصت كلها لأغراض الميكروفيلم وخدماته باسم ريكورداكRecordak)).
وفي عام 1953 قامت شركة ريكورداك بصنع كاميرا ميكروفيلم 35 مم ثم قامت الشركة نفسها بتوصية من مكتبة نيويورك العامة بتصوير ونشر مجموعة من جريدة نيويورك تيمز على المصغرات الفيلمية ،وتعود البداية الحقيقية لنشر المصغرات الفيلمية إلى عام 1938م حينما قامت جامعة هارفارد بمشروع تصوير الصحف الأجنبية: وإنشاء((University Microfilms .
وفي الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين بدأت المصغرات الفيلمية تأخذ حقها من الاهتمام والدراسة والبحث،وخاصة بعد الشعور بأن عصر انفجار المعلومات قد بدأ، وبعد تفاقم مشكلة الحيز المكاني لدى معظم المكتبات،أما في الستينيات فقد ارتبطت الحاسبات الإلكترونية بالمصغرات الفيلمية من خلال عمليات تسجل مدخلات الحاسوب على المايكرو فيلم وفيلم (CIM) وكذلك المخرجات (COM)،وبعد ذلك، تطورت صناعة المصغرات الفيلمية حتى وصلت نسبة التصغير 200:1عام 1975.
كما تطورت صناعة أجهزة القراءة الخاصة بها، وأصبحت تقدم للباحث صوراً ممتازة لكل صفحة يرغب في الحصول عليها بشكل ورقي.
- عبارة عن أسلوب تعامل تقني حديث مع مصادر المعلومات، يعتمد على اختزال مفهوم الزمان والمكان، حيث بالإمكان تسجيل العديد من مصادر المعلومات على أفلام خاصة بمساحة صغيرة جداً وحفظها في أماكن صغيرة واسترجاعها بسرعة عند الضرورة، ويمكن خزنها من خلال هذه المصغرات الفيلمية التي تستند أساساً إلى إمكانية تصوير النسخ الأصلية من الوثائق على أفلام مصغرة وإرجاعها إلى حجمها الطبيعي أو تصغيرها أو تكبيرها وفقاً لطبيعة الحاجة•والمصغرات الفيلمية اصطلاح عام جاء من الكلمة اللاتينية(Microforms) وتعني الأشكال الصغيرة، ويطلق المصطلح على كل أشكال التسجيل أو النسخ المصغر• وهي من المواد والوسائط البصرية التي تستنسخ عليها الكتب والدوريات والوثائق المختلفة بصورة مصغرة جداً بحيث لا يمكن قراءتها في حجمها المصغر وبالعين المجردة، وبالتالي إعادتها إلى حجمها واستنساخ صورة ورقية عنها إلا بوساطة أجهزة القراءة (Readers) والاستنساخ الخاصة بها(1)•تمثل المصغرات أو الأشكال المصغرة مصادر معلومات وثائقية مهمة للعديد من المكتبات ومراكز المعلومات في البلدان العربية المختلفة• وعلى الرغم من قدم هذا النوع من تقنيات المعلومات إن صح تسميتها بذلك، إلا أنه مايزال العديد من المكتبات ومراكز المعلومات تحتفظ بها وتستخدمها• ومن الجدير بالذكر أن الطرق الحديثة في المسح الإلكتروني (Scanning) واستخدام الأقراص المكتنزة (CD-ROM) قد حلت إلى حد كبير محل المصغرات في عدد من مراكز المعلومات ومراكز البحوث والوثائق العربية والعالمية(2)•وتستخدم المصغرات الفيلمية في المكتبات ومراكز الأبحاث والمعلومات ومراكز التوثيق لحفظ وتخزين كميات هائلة من المعلومات المطبوعة وتحويلها إلى الشكل المصغر بهدف الاقتصاد في أماكن الحفظ، وسهولة تداولها وإرسالها من مكان إلى آخر، وإمكانية استنساخ أعداد كافية من المعلومات التي تمثلها، وغير ذلك من المميزات الإيجابية• ومع ذلك فإن استخدام المصغرات الفيلمية والتعامل معها في المكتبات ومراكز التوثيق يواجه العديد من المشكلات والتحديات•

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق